البطل الشيعي ( ابو درع ) ! عدد القراء : 9429 .
يمسك الرجل الملتحي بخطام بعير ، ثم يأمره ان يبرك الى الارض فيستجيب الحيوان ، ليقدم له الرجل الخارق زجاجة من مشروبه ( البيبسي كولا ) ويحثه بمصطلحات يتداولها اهل الحانات ، ان يشرب كل ما في الزجاجة ، بين تهليل وسرور بعض الأتباع الواقفين شهودا على الحادثة الخارقة ! .
هذه اللقطة يتداولها الشباب من الشيعة ويتناقلونها عبر أجهزة ( الموبايلات ) احتفاء بـ( ابو درع ) رئيس واحدة من اكبر عصابات جيش المهدي إجراما ودموية ! .
و( ابو درع ) الذي يختلفون في مهنته الحقيقية قبل ان يتحول الى زعيم له أتباع يأتمرون بأمره ، ويختطفون له اهل السنة من الشوارع والساحات ليعذبهم ويقتلهم بعد ان يسرق ممتلكاتهم ، اتخذ من مدينة الصدر ( الثورة سابقا ) ، منطقة خلف السدة ساحة لنشاطه الإجرامي ، وحاضنا طبيعيا له ، وهي بيئة اشتهرت تاريخيا بفقرها وبأنها معقل للشيعة ، خرجت منها قطعان لصوص الحواسم لنهب المؤسسات والمصانع والدوائر بعد الاحتلال مباشرة ، كما خرجت منها فرق الموت من عصابات جيش المهدي لحرق المساجد بعد نهبها ولقتل المسلمين بعد تدمير قبة سامراء في 22 شباط من هذا العام ! .
ومن تلك المدينة ايضا ، تخرج جماعات مسلحة يغض الامريكان عنها الأبصار ، وتفتح امامهم السيطرات العسكرية ، لمهاجمة المحلات السنية في ( الفضل ) و ( شارع حيفا ) و ( الرحمانية ) و ( الأعظمية ) ! .
ابو درع يقود جيشا صغيرا من اللصوص المحترفين ، ومن متعاطي المخدرات ، ومن القتلة ، ويقول بعض الشيعة انه خرج على أوامر سيده ( مقتدى الصدر ) ، فترك التقية جانبا ليعمل ما يشاء في العلن ، ما دامت الأجهزة الحكومية تتعاون معه ويسكت الامريكان عن جرائمه .
وقد ذكرت الواشنطن بوست مؤخرا ان بعض من سرايا جيش المهدي خرجت عن سلطة مقتدى الصدر لتتحول الى عصابات إجرامية ، وهو كلام بعيد عن الواقع ، القصد منه تبرئة ساحة ( سماحة السيد القائد مقتدى الصدر ) من نتائج العمليات الإجرامية الوحشية الواسعة التي تميزت بها المجموعات التي تنضوي تحت مسمى جيش المهدي والتي تحركها مكاتب ( السيد الشهيد ) التي هي فروع جيش المهدي والتيار الصدري في بغداد وفي المحافظات .
وابو درع يرسل أفراد عصابته بعربات حديثة من النوع الذي تستعمله الأجهزة الأمنية والحكومية ، ويدير سجونا ومواقع للتعذيب والقتل في المنطقة التي ذكرناها ، ويتعامل مع متعهدين يستلمون جثث الضحايا بعربات النقل ليوزعها على احياء بغداد في الليل ، وأثناء ساعات منع التجوال ! .
وهو يتولى في اكثر الأحيان التحقيق مع ضحاياه بنفسه ، وأول سؤال يطرحه على المختطف هو : هل أنت شيعي ام سني ؟ ولا يعترض على الضرب الوحشي الذي ينهال به معاونيه – وبعضهم في عمر المراهقة – أثناء التحقيق .
والمختطف الذي يقف امام القائد ( ابو درع ) تعرض قبل وصوله الى ( مقر القيادة ) ، الى سلسلة من عمليات السرقة ، تبدأ بمصادرة سيارته ، ثم جهاز الاتصال الذي يحمله ، والمبالغ النقدية التي بحوزته ، ولا يتبقى له الا ما يحمله من أوراق ثبوتية او هويات ، يفحصها ( ابو درع ) بنفسه ليقرر الحكم المناسب على الضحية ، بناء على الاسم واللقب والمهنة ! .
وأينما اتجه ابو درع فان معه ضمن حاشيته ومرافقيه ، مصور يحمل آلة تصوير ( فديو ) يسجل نشاطات القائد وزياراته ومحاضراته ، وبعض حالات التحقيق ذات الأهمية الاستثنائية التي يتولاها بنفسه ، فضلا على صحفي لا تعرف بالضبط مهمته أثناء الزيارات وأثناء التحقيق ! .
العقلية التبريرية التأويلية الشيعية ، جعلت من مجرم مثل ( ابو درع ) بطلا يطارده الامريكان لانه قاتلهم ، في النجف ، وبطولته امتدت الى الدفاع عن أتباع مذهب آل البيت من النواصب والتكفيريين والوهابيين ، الذين هم في القاموس الشيعي ، اهل السنة لا اكثر ولا اقل ! ، ولان الأمر في الفحص في امر هذا ( البطل الشيعي ) تقود الى الحديث عمن نهب بغداد واحرق مؤسساتها ودوائرها ومخازنها ، ومن أعان قوات الاحتلال على الإسراع في إنجاز الهيمنة على بغداد ، فان جوا من الضبابية والغموض الأسطوري لابد منهما في تسويق أمثال هذه الشخصية ، التي يقدمونها على انها أنموذج لبطل تمرد على قيادته .
فالدفاع عن الشيعة مهمة مقدسة تتطلب من ذلك البطل ان يتجاوز الأطر التي تلزم السياسي بعدم الخروج عنها ، كالحوار والتقية ، والتبرير ، ورفع الشعارات الوطنية في الوحدة ا لوطنية ! .
وعلى هذا الأساس فان الساسة الشيعة يخوضون في السياسة والمخادعة والصبر ، اما البطل فله مهمات أخرى تختصر الطريق الى الأهداف ، وبوسع العقلية الشيعية الشعبية ان تغدق على هذا البطل ( صفات خارقة وإنجازات غير تقليدية ) فهو يتحرك وسط بيئة معادية بحرية توفرها له قابلياته الذاتية ، وهو قادر على التملص من كل الفخاخ المنصوبة له في الطريق ، وقادر ايضا على تحديد ارض المعركة وتوقيتها ، وبالطبع فان تعاون القوات الحكومية الفاسدة والطائفية مع أمثال ( ابو درع ) وفتح الطرق امامه ليتحرك أينما يشاء ، وتقديم المعاملات اليه ، وبيع المختطفين اليه فضلا على سكوت الامريكان عنه وعن نشاطاته ، ليست مما يذكر عند الحديث عن هذا ( البطل ) الذي تحركه خيوط كثيرة ، وتغذيه مصادر متعددة ، وثم امر آخر جدير بالذكر ، هو ان كل ( نشاطات ) جيش المهدي كانت تتم وسط تعاون كبير وتسهيلات تقدمها له قوات الشرطة ، التي تترك له الساحة مفتوحة ، يهاجم مسجدا او بلدة غافلة ، او يغتال عدوا ، فلم تعرف عن جيش المهدي معركة واحدة واجه فيها عدوه مواجهة مباشرة ، او هاجم هدفا صعبا يتوقع منه الرد ! الا في احوال قليلة كان فيها الجندي في جيش الامام قد تعاطى كمية مناسبة من العقاقير المخدرة أنسته الحذر والمناورة ! ولهذا فان العراقيين يسمون جيش المهدي بـ( جيش الوردي ) نسبة الى صنف من الحبوب المخدرة وردية اللون ! .
اهل مدينة الصدر ( الثورة سابقا ) بدأوا يدفعون ثمن احتضانهم لامثال ( ابو درع ) وصاحبه الاخر ( عبد الزهرة السويعدي ) فالمدينة التي لم تهاجمها المقاومة ، لان مقتدى الصدر كان يرفع شعارات مقاتلة الامريكان أصبحت هدفا دائما للهجمات من كل نوع ، الأمر الذي دفع بعض قياداتها العشائرية الى الشكوى عند المراجع ، من عواقب جرائم عصابات جيش المهدي ، لكن المراجع الذين لم يسمع لهم صوت ضد الاحتلال ، او عندما تضرب المدن العراقية بالطائرات وتمتهن كرامة العراقيين ، وتقتل النساء والأطفال والشيوخ ، لا يجدون اليوم الجرأة على منع تلك العصابات ، ولا القدرة على منع العقوبات التي بدأت تنزل على رؤوس ، الذين قدموا الحماية والدعم والملاذ الآمن لها ! .